إدمان الأطفال على الأجهزة الرقمية يعرضهم للإصابة بارتفاع الضغط الدموي

إدمان الأطفال على الأجهزة  الرقمية يعرضهم للإصابة بارتفاع الضغط الدموي!

يعد ارتفاع الضغط الدموي أحد أكثر الأمراض القلبية شيوعا وأخطرها لذلك ينعت بـ”القاتل الصامت”. يعتقد كثيرون أنه يصيب الكبار دون الصغار وهذا غير صحيح. فالأطفال بدورهم قد يصابون به في حالة تعرضهم لإدمان الأجهزة الرقمية وفق ما جاءت به آخر الدراسات الحديثة.

أسماء بوخمس

أفادت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة سان باولو البرازيلية، أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يومياً في مشاهدة التلفاز أو الأجهزة الالكترونية معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم. وبينت الدراسة أن مشاهدة التلفزيون أكثر من ساعتين في اليوم تزيد من احتمال الإصابة بضغط الدم بنسبة 30 % مقارنة بأقرانهم الذين لا يقضون مثل هذا الوقت في مشاهدة التلفزيون، كما أن قلة النشاط البدني للطفل ترفع هذه النسبة إلى 50 بالمائة .

توصل الباحثون إلى هذه الاستنتاجات من خلال دراسة ومتابعة للحالة الصحية لـ 5221 طفلاً في ثماني دول أوروبية خلال سنتين. ويشير الباحثون إلى أن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال يمكن أن يسبب مستقبلاً مشاكل في الأوعية الدموية ويؤدي إلى “الذبحة الصدرية” (نوع من الأوجاع في الصدر) حتى الجلطة الدماغية. وتبين خلال فترة الدراسة أن 110 أطفال من كل 1000 طفل مصابون بضغط الدم.

ابني مدمن أجهزة رقمية.. كيف أعرف ذلك؟

“بدأت ألاحظ اضطرابات سلوكية ونفسية على ابني، حيث أصبح يقضي أغلب وقته أمام التلفزيون أو الحاسوب ولم نعد نستطيع إبعاده عن ذلك”.. هي الجملة السائدة التي قالتها أغلب الأمهات بمجرد سؤالنا عن علاقتها ابنها بالأجهزة الالكترونية.. فالطفل الذي يظل مشدودا أمام هاته الأجهزة يتعرض لثلة من الموجات الكهرومغناطيسية الذي تجعله يتعرض لارتفاع الضغط الدموي والقلق والبدانة بل أحيانا تصل حد الجلطة الدماغية إذا لم يتدارك الأمر مبكرا.

تختلف أعراض وعلامات ارتفاع ضغط الدم أو التوتر الضغطي الشرياني عند الرضع والأطفال حسب عمر الطفل وبحسب سبب ارتفاع الضغط و درجته، ومن ذلك نذكر:

*  الصداع أو اضطراب بالرؤية وصعوبة بالتنفس عند ممارسة النشاط الحركي،

* فشل النمو،

*مشاكل الرضاعة،

*ضعف النوم،

*زيادة في الوزن،

وكلما كان الطفل صغيرا كانت احتمالية أن يكون ارتفاع الضغط مرتبطا بمرض آخر خاصة في المراحل المبكرة من الطفولة مثل أمراض الكلى أو القلب أو الأوعية الدموية وأمراض الرئة. وفي الأغلب تكون هذه الأمراض نتيجة للولادة المبكرة التي يمكن أن تسبب عيوبا خلقية في الشرايين والجهاز الدوري، ولكن في عمر الدراسة في الأغلب تكون البدانة من الأسباب الرئيسية. وهناك بعض الأدوية التي يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم مثل أدوية الكورتيزون والأدوية المضادة للاكتئاب أو أدوية فرط الحركة، وكذلك لدى الأطفال الذين يحتوي غذاؤهم على كمية كبيرة من الملح أو مادة الكافيين.

فإذا لاحظت هذه الأعراض على طفلك، فهو مصاب بمرض ارتفاع الضغط الدموي الذي قد يكون ناتج في كثير من الحالات عن مشاهدة التلفزيون والحاسوب لفترة طويلة، خاصة في ظل انشغال الأبوين، فيجد الطفل ضالته في هاته الأجهزة الالكترونية، لتكون بذلك النتائج النفسية والصحية وخيمة جدا قد تصل حد الجلطة الدماغية!

حذار من إدمان طفلك للأجهزة الالكترونية..

ينصح الأخصائيون في طب الأطفال باتباع النصائح التالية:

• إعطاء الطفل الوقت الكافي للإنصات إليه والتقرب منه،
• استبدال الأجهزة الالكترونية بالألعاب الذي تنمي القدرات الذهنية للطفل،
• تعويد الطفل على القراءة والقيام بالأنشطة الرياضية،
• خلق جو أسري ينعم بالتواصل،
• احترام ساعات النوم اليومية،
• تناول الأغذية السليمة الغنية بالفيتامينات التي تساعد الطفل على النمو السليم.

هكذا يبدو إذن أن الأجهزة الالكترونية- إذا لم يتم ضبط استعمالها من طرف الآباء لأطفالهم- تولد لنا تنشئة غير سوية مسلوبة الإرادة، تترنح بين مشاكل الإرهاق النفسي والحركي واضطرابات النوم والعدوانية.. لهذا ينصح بإبعاد هاته الأجهزة من غرف الأطفال وتعويضها بالألعاب الذي تصقل مواهب طفلك وتجعله يفجر طاقاته الداخلية في أشياء تعود بالنفع عليه وعلى صحته.. فحذار ثم حذار من أجهزة الكترونية تعرض أطفالكم للإصابة بارتفاع الضغط الدموي بشكل صامت!.