طفلي مشاغب.. ما الحل؟
أسماء بوخمس
يواصل الطفل عبثه بمحفظة أخيه الأكبر بينما تصرخ الأم المنهكة بالطواف بين المطبخ والصالون ساعة قبل وصول الضيوف: “رصاااا.. باراكا” !إلا أن الطفل “المشاغب” يستمر بالجري بين الغرف مثيرا الفوضى في كل مكان دون أي اهتمام، بينما تصرخ الأم مجددا وتكرارا: “لا.. لااا، تلمس ذلك.. توقف فورا”.. لكن لا حياة لمن تنادي.. إنه واحد من أصعب المواقف التي تواجهها الأمهات في مرحلة ما من طفولة فلذات أكبادهن.
تسعى الأم لتهذيب صغيرها وإحكام سيطرتها عليه، وقد تجرب الضرب أو التهديد أو التخويف غير واعية بآثار ذلك على الطفل، وقد تواصل الصياح دون إدراك الفخ الذي تقع فيه.
تؤكد جو فروست، نجمة البرنامج التلفزيوني الشهير “سوبر ناني” بعد ما يزيد على16 سنة من الخبرة في مجال التربية، في إحدى مقالاتها حول الطفل المشاغب: “استمرار الأم بالصراخ بهذه الطريقة لا يعني للطفل سوى شيئا واحدا وهو أنك تخضعين لتلاعب الطفل وهو يحاول جذب انتباهك من خلال هذه السلوكيات المشاغبة. وإن مخاطبتك إياه بهذا الشكل يكشف للطفل أن مهمته تكللت بالنجاح. إن الصراخ المستمر على الطفل سوف لن يغير من سلوكه نحو الأفضل بل يسبب الإزعاج لك وللطفل، أكثر مما يساعد في تهذيبه وسوف يرفع من درجة حرارة عواطفه إلى نقطة الغليان. إذن من الذي سيفقد السيطرة الآن؟”.
لهذا فإن جل علماء التربية ينصحون الأم بعدم اللجوء إلى الأساليب السلبية، وباستخدام كلمات لطيفة بدلا من ذلك، وهي تبتسم وكأن شيئا لم يكن، مثل: “واعافاك ماتديرش داكشي، بغيتيني نغضب؟”، “ياك ولدي الزوين ماشي مشاغب؟ ياكما رجعتي صغير؟”… وغيرها، ثم بعدها يجب أن تحاول الأم تحويل انشغال الطفل إلى شيء آخر مثل لعبته المفضلة، مع الاعتياد على محادثة الصغار والشرح لهم والاستماع إليهم. فـ “الخطوة الأولى في تهذيب الطفل هي أن نتعلم كيف نتحدث معه” كما تؤكد الخبيرة جو فروست، والتي تلخص الخلطة السحرية في التعامل مع الطفل “المشاغب” في الحب الصارم والقوانين الواضحة والثناء على الأعمال الحسنة”.
فيما يلي سبع نصائح ذهبية للتعامل مع طفلك المشاغب:
النصيحة الأولى
إن الصراخ يبث الخوف في عقول الأطفال، لذا لا تصرخ أبدا في وجه طفلك حتى لا يكون مستقبلا مكبلا بصفات من قبيل عدم الثقة والخوف.
النصيحة الثانية
حاول أن تنزل لمستوى طفلك وعقليته حتى يفهم الموضوع، وتذكر دائما أن تقنعه بالمنطق وبالتروي في الحديث.
النصيحة الثالثة
احرص على النظر في عيني طفلك وكن في مستوى جسمه. ومن المستحب التكلم مع طفلك وأنت جالس على ركبتيك.
النصيحة الرابعة
إياك من تخويف طفلك بالعفاريت واللصوص وما إلى ذلك. هذا الأمر خاطئ جدا وعواقبه سيئة، مما يتمخض عنه مشاكل نفسية مستقبلا.
النصيحة الخامسة
لا تكذب على طفلك، لأن الطفل يثق في والديه وبمجرد إدراكه بأنك قد كذبت عليه. سيكون بذلك كاذبا تلقائيا وسيكذب على كل أحد حتى والديه.
النصيحة السادسة
أثناء محاورة طفلك، استعمل نبرة صوت معتدلة، حاول تمرير الرسالة بطريقة سلسة بعيدا عن العنف والضرب والقوة، كن مرنا.
النصيحة السابعة
شجع طفلك وكافئه عندما يحسن سلوكه فأنت بذلك تدفع ببذل المزيد من الجهد لتقويم سلوكياته.
احرصي دائما على إشعار الطفل بالحب والدفء الأسري والأمان. واعلمي جيدا أن العنف لا يولد غير العنف. فالطفل يحتاج لمن يتجاوب معه. ولا تتركي المجال لأي أحد أن ينادي طفلك بـ “المشاغب” و”الشقي”. حاولي أن تستغلي طاقته في أشياء مفيدة. وإذا لاحظت تجاوبا وتحسنا في سلوكياته كافئيه بلعبة مثلا يحبها.. بشوكولاطة لذيذة. أو بقبلة على جبينه.